الأعمال الباقيات الصالحات


خير عند ربك ثواباً وخير أملا

يُروى في المرويات الحديثية التي صُنفت على أنها صحيحة سواء في البخاري أو مسلم أو غيرها أنه لن يدخل أحد الجنة بعمله ولا حتى رسول الله!


لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا

الراوي : أبو هريرة | المصدر : صحيح البخاري

ولكن في كتاب الله عز وجل لا يوجد ما يدعم هذه الفكرة بل بالعكس الآيات تثبت العكس تماماً. أمثلة:

أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّة أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ

هذه الآيات وغيرها واضحة جداً في إثبات أهمية العمل لدخول الجنة بل توجد غيرها تشير إلى أن حتى الدرجات في الجنة تكون بناءً على العمل

ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى

ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون

حاول العلماء التوفيق بين الحديث والآيات. كون الحديث في مصادر مهمة لا يستطيعون بالسهولة أن يصنفوه بأنه حديث غير صحيح أو غير دقيق. فقالوا أن الإنسان مهما عمل فنعمة واحدة كالبصر لا يكفي أي عمل مقابلها وقال بعضهم أن أي عمل يقوم به الإنسان لا يكون إلا برحمة الله عز وجل وأخرين قالوا أن قبول العمل لا يكون إلا برحمة الله وقال غيرهم غير ذلك.

رغم كل المحاولات يبقى شيء واحد مهم يجب أن ننتبه جميعاً له وهو أن العمل الصالح مهم جداً جداً جداً وكلما زاد وكلما كان باقي الأثر كان أفضلاً وأفضل.