عتل بعد ذلك زنيم


صدمة دفعت البعض إلى الإلحاد

ما معنى زنيم؟

ينصدم البعض - ممن أتاهم الله عقلاً مستنيراً - عندما يشاهدون مثل هذا الفيديو أعلاه ويرون أن الله عز وجل يخلق شخصاً ويجعله ابن زنا ثم يعايره بأنه ابن زنا! فيتسائلون هل من المعقول أن يكون هذا الكلام من خالق الكون ومن رب العالمين أم من إنسان قليل العقل ينتقص الناس من أمور ليس لهم دخل بها كابن الزنا مثلاً.

ولأنهم للأسف لم يتعلموا في حصص التفسير في المدرسة أن ينتقدوا بشكل علمي التفسير الذي يُقدم لهم وأيضاً أن الكلمة قد يكون لها أكثر من معنى وأن المعنى الذي يجب أن يتم اختياره هو أفضل معنى ممكن للكلمة وليس أسوء معنى فلذلك قد يصدقون أن هذا هو المعنى المتفق عليه وأنه الأوحد بالذات بعد ربط المعنى بقصص مختلقة مكذوبة تقدم بلسان من يدعي العلم.


إنتقاد التفسير

تنبيه لا أريد أن أنتقد هذا التفسير لهذه الأية فقط ولكن أريد أن أوضح طريقة من طرق إنتقاد التفاسير البشرية التي إجتهد أصحابها في محاولة فهمهم لكتاب الله وقد يكون بعضهم ليسوا مجتهدين لمعرفة الحق وإنما ذو أهداف سيئة مثل الذين كذبوا على رسول الله وتقولوا على لسانه أحاديث لم يقلها. لذلك حاول عزيزي القارئ الإستفادة من الطريقة في نقدك لأي تفسير تجده أو يأتي على بالك.

أولاً عندما يُقدم لنا تفسير فيه أسماء فمن المهم أن نبحث عن هذه الأسماء. من هو الوليد بن المغيرة؟ ببحث بسيط تجد أنه سيد من سادات قريش وأن له أخوة فأبوه ليس بعنين أو عقيم كما ذكرت قصة أخرى مكذوبة وهو أيضاً والد خالد بن الوليد ولم يُنقل أي شيء صحيح يؤكد هذه القصة المكذوبة ولم تكن سيدات قريش - كأمه - يُعرفون بالزنا أو ينتشر بينهن. ومعرفة هذا الأمر ليس بصعب فمجرد بحث بسيط على الإنترنت يوضح لك أن القصة مكذوبة ومن هو الوليد بن المغيرة.

ثانياً أختلفت التفاسير في الشخص الذي نزلت فيه هذه الأية فليس من المقطوع به أنها نزلت في الوليد بن المغيرة وهذا يقلل من القصة فوراً ويجعلك تشك.

ثالثاً الأيات لم تأتي في سياق قصة أصلاً حتى نبحث عن شخصية ورائها! وحتى لو كانت قصة فلماذا نبحث عن أسماء من في القصة؟ أليست لو كانت مهمة هذه الأسماء لكان الله عز وجل ذكرها في كتابه. ألا ينبغي منا كأشخاص ذو عقول أن نحاول فهم الغاية والعبرة من القصة بشكل مجرد بدون أسماء محددة.

رابعاً كلمة زنيم لها معاني كثيرة منها:

  • الزنيم: الذي يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها

  • الزنيم: المشهور بالشر ، الذي يعرف به من بين الناس

  • الزنيم: المُرِيب الذي يعرف بالشرّ.

  • الزنيم: الفاجر.

  • الزَّنِيمُ: اللَّئِيمُ فِي أَخْلَاقِ النَّاسِ.

  • الزنيم: فاحش الخُلق، لئيم الضريبة.

  • الزنيم: الملصق بالقوم وليس منهم

  • الزنيم: اللئيم المعروف بلؤْمه أو شرِّه

على أي أساس نختار من هذه المعاني المعنى المناسب للأية؟

يتم اختيار المعنى بناء على سياق الأيات وعلى اعتقاد الإنسان بربه. وهذا الإعتقاد يفترض أن يُبنى على ما ذكره الله عن نفسه في كتابه وعن طريقة تعامله مع خلقه. فالله عز وجل عندما أدعى فرعون الألوهية أرسل له رسولان وقال لهما

فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى

والله عز وجل يقول بلغة واضحة لا شك فيها أن كل شخص مسؤول عن نفسه وعن أفعاله وليس أفعال غيره كزنا أمه و أبيه في هذه القصة

وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ

كل نفس بما كسبت رهينة