هل أنت راضي عن الله؟
والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم
سورة التوبة الآية ١٠٠
دائماً ما أتساءل كيف رضي السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان عن الله عز وجل؟! نحن نريد أن يرضى الله عنا ولكن هل يجب علينا الرضا عنه؟ وكيف نرضى عنه وهو الله عز وجل؟
هل أنا راضي عن الله؟
هذا السؤال جعلني أفكر كثيراً. كيف أفعل ذلك؟ كيف أقيم مستوى رضاي عن الله عز وجل؟! حتى انتبهت إلى أمر مهم جداً وهو أننا نختلف في معرفة الله عز وجل. صحيح أننا كلنا مؤمنين بأن لا إله إلا الله ولكن الإله الذي نؤمن به تختلف صفاته حسب معتقداتنا.
الله الذي أعبده صفاته ليست كصفات الله الذي يعبده غيري
هنالك من يعتقد أن الله عز وجل يلعن نساء فقط بمجرد أنهم أرادوا التجمل ونتفوا بعض شعرات من حواجبهن وبالمقابل لا يلعن الرجل عندما يرتب شعر لحيته وليظهر جميلاً. ليس جميع المؤمنين يؤمنون بذلك ولكن من يؤمن بذلك هل يرضى عن هذا الإله؟ هل يراه إله عادلاً؟ هل يراه حكيماً يهتم بالأمور المهمة والجوهرية؟ هل هو راضي عنه؟
هنالك من يعتقد أن الله عز وجل أعطى الرجل مطلق الحرية ليتزوج بدون ولي ولكن المرأة يجب أن يكون لها ولي لتتم زواجها وأعطى الزوج السلطة لينهي هذه العلاقة في أي لحظة بدون أي إتفاق ولا تفاهم بين الطرفين وأعطاه الحق بعد ذلك أن يرجع طليقته بدون موافقتها وبدون حوار ولا نقاش بينهما وأيضاً أن يتزوج عليها ثانية وثالثة ورابعة بدون موافقتها أو أخذ رأيها حتى. ليس كل المؤمنين بالله عز وجل يؤمنون بذلك ولكن من يؤمن بذلك هل يرضى عن هذا الإله؟ هل يراه إله عادلاً؟ هل يراه حكيماً؟ هل هو راضي عنه؟
هنالك الكثير جداً من الإختلافات بين المؤمنين في مواصفات وأفعال الله عز وجل الدقيقة وليست الكلية. فنعم نحن جميعاً نؤمن بأنه الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق الرازق الرحمن الرحيم الحكيم العليم. ولكن لسنا جميعاً نؤمن بالتفاصيل. فالرحيم - لدى البعض - يعذب الناس في قبورهم قبل حسابهم. و الحكيم - لدى البعض - يأمر المرأة أن تطيع زوجها في عدم زيارة أمها وأبيها حتى لو كانوا في حاجتها أو مرضى أو حتى على فراش الموت.
إن كانت هنالك صفات و أفعال لله عز وجل - كما تعرفه - لا ترضى عنها كلياً وتشعر أن فيها أمر ليس مقبول أو أنه لو كان بشكل أخر لكان أفضل فأنصحك أن تبحث عن هذه الصفات والأفعال فستجد بلا شك ما يرضيك ويشفي قلبك. فالله عز وجل كامل الصفات الحسنة ولا يوجد في الكون من هو أرحم وأعدل وأفضل منه. فكيف لا ترضى عنه كمال الرضى إلا إن كان ما تعرفه عن الله فيه خلل.
أنا راضي عن الله كما أعرفه وأرجوه وأسأله أن يرضى عني
تسعدني قراءة تعليقك على المقالة عبر التعليقات أدناه.