رب هب لي حكما
تفكير بصوت عالي
رب هب لي حكما والحقني بالصالحين
لطالما تساءلت مع نفسي لماذا يطلب ابراهيم عليه السلام من الله عز وجل الحكم! ألا يفترض أن الأفضل أن نكون زاهدين في هذه الدنيا، مساكين!
حقيقة بحثت في كتاب الله عز وجل إن كان هنالك أي ترغيب في أن نكون مساكين أو زاهدين - بنفس هذه المصطلحات - ولم أجد أبداً وبالعكس هناك فضل عظيم للمنفقين.
ولكن ألا يجب علينا أن يكون هدفنا في هذه الحياة هو الأخرة ولا نتطلع لمكانة عالية في هذه الدنيا؟! فالله عز وجل يقول
تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
أليس طلب الحكم سعي ورغبة للعلو في الأرض؟! هل يوجد سبب مقنع أخر لطلب الحكم غير العلو في الأرض؟!
تعجبت حين قرأت قول الله عز وجل الذي يشير فيه أن الحكم عطاء للمحسنين! فيقول عن يوسف و موسى
ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين
ولما بلغ اشده واستوى اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين
لعل في الأمر مشكلة. لعل الحكم لا يعني الملك. لعل الحكم يعني القضاء. والقاضي يفترض أن يكون عادلاً عالماً بالأحكام والقوانين وأحوال الناس. إن كان الحكم يقني القضاء فقد يكون هدف طالبه تحقيق العدل وتحسين أوضاع الناس وليس طلب العلو.
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
أو لعل الحكم يعني الحصول على القانون الذي يحتكم الناس إليه وتطبيقه. بمعنى أن يؤتى إبراهيم عليه السلام كتاباً فيه الأحكام ليفصل بين الناس في ما أختلفوا فيه.
وكذلك انزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت اهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق
وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين
لعل المشكلة قد أنحلت، فطلب الحكم لا يعني طلب العلو في الأرض وإنما زيادة في العلم والحصول على الأحكام و القدرة على تطبيقها بين الناس.
ولكن …
قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب